بوابة المخطط العمراني

الشرفة / قال مسؤولون في وزارة السياحة والآثار العراقية إنه سيتم البدء بمشروع إعادة إعمار جامع الملوية التاريخي في سامراء في أقرب وقت ممكن من الشهر القادم.

وأوضح عمر عبد الرزاق السامرائي، مدير دائرة آثار سامراء التابعة للوزارة، في حديث لموطني أنه "تم قبل شهر من الآن تشكيل لجنة برئاسة وعضوية عدد من الآثاريين والمهندسين والفنيين من دائرتنا للإشراف المباشر على عمليات تأهيل وتطوير الجامع ومئذنته الملوية".

وأشار السامرائي إلى أن أعمال الصيانة "ستشمل من حيث المبدأ ترميم المئذنة وإعادة رصف جدران الجامع من الداخل بالآجر وإزالة الأنقاض والمخلفات الترابية من فناءاته، فضلا عن تشجير ممراته وتزيينها وتشييد أماكن ومحطات نموذجية بداخله لاستراحة السياح".

وذكر أن اللجنة "ستنظر في إمكانية إحالة هذا المشروع إلى إحدى الشركات العالمية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) التي يمكن لها أن تساعدنا في ترشيح شركة ما متخصصة في مجال صيانة وترميم الآثار ورفدنا بالخبرات المطلوبة في مثل هكذا مشاريع".

وأكد "سنحرص على إنجاز هذه الأعمال بما يتلاءم مع المكانة التاريخية للجامع وانسجاما مع قانون الآثار والتراث العراقي (رقم 55 لسنة 2002) وكذلك مع المعايير المنصوص عليها في المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بصيانة المواقع الأثرية والتراثية والحفاظ عليها".

ونوّه السامرائي بأن الحكومة "وافقت على تحرير الأموال الخاصة بإعمار الجامع البالغة 15 مليار دينار (13.5 مليون دولارأميركي) والتي كانت تجبى في السابق كرسوم من المواطنين والسياح قبل أن يتم تجميدها عام 2003.

ويعّد جامع الملوية الذي يعرف تاريخيا بالجامع الكبير ويقع في مدينة سامراء (125كيلومترا شمال بغداد) واحدا من الصروح الأثرية المهمة في العراق والعالم.

ويعود بناء هذا الصرح إلى فترة حكم الدولة العباسية (750- 1258 ميلادية) حيث جرى تشييده من قبل الخليفة العباسي العاشر (أبو الفضل جعفر بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد) المكنى بالمتوكل على الله سنة (849 ميلادية). وكان الجامع يعتبر في ذلك الحين من أكبر الجوامع حيث تبلغ مساحته الكلية حوالي 31 ألف متر مربع، وأشهر ما فيه المئذنة الملوية المعروفة بجمال طرازها المعماري.

ويبلغ الارتفاع الكلي للمئذنة 52 مترا ويلتف حول بدنها من الخارج بعكس عقارب الساعة سلم حلزوني مكوّن من خمس طبقات، وتعرضت قمتها المسماة بـ "الجاون" في العام 2005 للتخريب من قبل مسلحين. وضّمت منظمة اليونسكو الجامع مع كافة آثار مدينة سامراء التي تعود بعضها لما قبل الميلاد إلى قائمة التراث العالمي عام 2007.

من جانبه، قال فاضل حسين حسن، مدير قسم الهندسة بهيئة الآثار والتراث العراقية، في حديث لموطني إن جامع الملوية "شهد في زمن النظام السابق أعمال صيانة خاطئة عبر إضافة الخرسانة في بعض منشآته ما ساهم ذلك بتشويه قيمته التاريخية".

وتابع "لذا سنسعى من خلال مشروع الإعمار الجديد إلى إزالة الإنشاءات الخرسانية من الجامع وإعادة تأهيل أساساته وشواخصه العمرانية باستخدام مواد بناء خاصة بترميم المباني الأثرية كالطابوق الذي يعرف بالفرشي أو (الآجر)".

وتوقع حسن أن يستغرق المشروع حوالي أربع سنوات، مؤكدا "نحن الآن بصدد طرحه كمناقصة وعند ترسيته على إحدى الشركات المتقدمة سينطلق العمل فيه مباشرة".

بدوره، أعرب البرلماني طلال الزوبعي، نائب رئيس لجنة السياحة والآثار النيابية، عن "دعم وتأييد لجنته لأية جهود جدية من شأنها النهوض بجميع المواقع الأثرية العراقية ومن ضمنها جامع الملوية الذي يشكّل جزءا من التاريخ والحضارة الإسلامية".

ودعا الزوبعي في حديث لموطني كافة الجهات الحكومية المعنية بالآثار إلى "العمل الدؤوب من أجل صيانة وتأهيل تلك المواقع والمحافظة عليها من التقادم ومن العابثين واللصوص"، مشددا على ضرورة "التعاون المشترك مع مختلف المؤسسات الدولية ذات العلاقة".