بوابة المخطط العمراني

ومن القضايا المهمة التي نشرت بصحفنا المحلية ذات العلاقة بسياسات تخطيط المدن واستعمالات أراضيها بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ما نشر بصحيفة اليوم بتاريخ 16-12-2012م  عن قضية قيام إحدى الشركات بإلقاء كميات كبيرة من مادة «الميثانول» في مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية بغرب سيهات، وأن الشركة التي تمارس عملها منذ 7 أعوام تقوم بنشاطها بدون ترخيص وإقامة نشاط تجاري بمزارع النخيل بغرب مدينة سيهات وتقوم صهاريج الشركة بإلقاء المادة السائلة من مادة الميثانول بكمية تتراوح كميتها يوميا بـ 16 ألف لتر على أقل تقدير. 

وبعد ذلك قال مدير العلاقات العامة والإعلام بفرع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في المنطقة الشرقية في تصريح له بصحيفة الشرق بتاريخ 19-12-2012م  (من خلال المعاينة الميدانية للموقع، وسؤال العاملين في الشركة، اتضح أنها تمارس نشاطاً صناعياً في أرض زراعية مستأجرة منذ ثماني سنوات، إلا أن تخلصها من مادة الميثانول السامة بدأ منذ عامين، بعد أن تعاقدت مع شركة أرامكو على غسل براميل تحتوي على بقايا تلك المادة ثم تعيدها لأرامكو لإعادة استخدامها). وأن (الإجراءات التي ستتخذ ضد الشركة تتمثل في فرض الغرامات والعقوبات المناسبة، وإيقاف النشاط الصناعي، وإزالة الضرر، وإعادة تأهيل الموقع، والقيام بدراسة لتقدير حجم الضرر، وسيستعان فيها بشركة متخصصة على أن تدفع الشركة المخالفة تكاليف الدراسة).

التثقيف بسياسات استعمالات الأراضي بتخطيط المدن أمر مهم، ولوزارة الشؤون البلدية والقروية والأمانات جهود واضحة في التثقيف بالخطط والسياسات العمرانية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية عن طريق مواقعها الالكترونية ووسائل الإعلام. وعرض القضايا ذات العلاقة بتخطيط وتنمية المدن بوسائل الإعلام يحوي فوائد مهمة في مقدمتها المزيد من التثقيف بسياسات التخطيط والتنمية العمرانية والجهود المبذولة وتاريخها والجهات المسؤولة. وتعزيز ثقافة التخصصية وأهمية الالتزام بسياسات تخطيط استعمالات الأراضي، وأهمية متابعة تنفيذها والتقييم والمساءلة والتطوير لتحقيق أهداف خطط التنمية. 

إن استعمال الأراضي بطريقة مخالفة لاستعمالاتها التي حددتها المخططات العمرانية وبدون دراسة علمية متخصصة وبدون موافقة الجهات المختصة، يساهم في إيجاد قضايا ومشاكل اقتصادية واجتماعية وبيئية تؤثر في تخطيط وتنمية المدن وصحة ساكنيها.

وأخيراً وليس آخراً بمراحل التخطيط والتنفيذ للمخططات العمرانية بسياساتها ومعاييرها يتضح الأثر الاقتصادي والاجتماعي والبيئي على المدى القريب والبعيد في المكان والإنسان، وتبرز أهمية التخصصية والمتابعة والتقييم والمساءلة والتقويم والتثقيف الإعلامي المستمر الذي يساهم في المزيد من مشاركة المسئولين والمتخصصين والسكان بجماعية في مواجهة وعلاج وتوثيق قضايا مدنهم بمراحل تنميتها لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة.