بوابة المخطط العمراني

أما ثاني المؤثرات السلبية على صحة السكان هو أنظمة البناء والتخطيط في بعض المدن فإذا نظرنا لتصميم وتخطيط الأحياء السكنية وما يتخللها من شوارع وطرقات غير آمنة للمشي، لم تصمم لخدمة المشاه أصلاً إذ لايوجد بها ممرات مشاة تخديمية لتسهل عملية الوصول إلى المرافق الخدمية كالمدارس وغيرها مما يضاعف من مخاطر الأمن الصحي والجسدي على الأبناء ومرتادي هذه الشوارع، وقد بينت إحدى الدراسات في هذا الشأن أن 70% من حوادث السير يعود سببها إلى سوء تخطيط الطرق والشوارع، أيضاً الخلط بين استعمالات الأراضي داخل المخططات السكنية وما يحصل من تداخل الاستعمالات المختلفة فتجد بيوتاً سكنية وأمامها محطة بنزين وتغيير زيوت وهذا له آثاره البيئية والصحية على السكان.

لقد بات من الضروري تهيئة البيئة العمرانية لتكون صحية وآمنة ومناسبة للعيش الكريم من خلال إعادة توازن الشبكة العمرانية في المدن وتنظيم استعمالات الأراضي بتأمين تناسب سليم بين مختلف الاستعمالات العمرانية، ومن المهم أن تقوم الجهات المعنية بالشأن التخطيطي بحصر كافة الأنشطة والاستعمالات التي تؤثر على صحة السكان داخل المدن واتخاذ قرارات سريعة وعاجلة بإزالتها وتوفير المعالجات البيئية والصحية اللازمة لتخفيف آثارها السلبية التي تسببت في انتشار الأمراض وتدهور الحالة الصحية لكثير من السكان، وكلنا نتذكر خطر شجر الاسبستوس الذي كان يزرع في الشوارع ويستخدم في مواد البناء وأثبتت حينها منظمات الصحة العالمية والأجهزة العاملة في مجالات صحة البيئة خطورتها على السكان حيث كانت أكبر مسبب لسرطان الرئة.