الرئيسية » 2011 سبتمبر 2 » مدينة سكولكفه العلمية: فراشة تفتح أجنحتها
10:03 AM مدينة سكولكفه العلمية: فراشة تفتح أجنحتها | |
صوت روسيا/ تظهر في ضواحي العاصمة الروسية موسكو بعد خمس سنوات مدينة جديدة نموذجية تراعى فيها أفضل ضروف العمل و السكن.
بناء مدينة كاملة مكتملة ليس بالأمر السهل، و أصعب ما فيه إنشاء المدينة ابتداءا من نقطة الصفر، و يزيد المسألة صعوبة إقامتها بشكل نموذجي كي تظهر بعد سنوات خمس كمدينة نموذج لغيرها من المدن الروسية، و لكن هذا هو الهدف الذي وضعه نصب عينيه صندوق سكولكفه و قد صاغ أعضاء إدارة هذا الصندوق الشروط اللازمة للإشتراك في مسابقة مشاريع المخططات العمرانية للمدينة الحديثة و هي: النضافة البيئية و فعالية الطاقة القصوى و مراعاة بيئة العمل و الجدوى الإقتصادية. و كان الصندوق قد أعلن عن هذه المسابقة في صيف عام 2010م، واشتركت فيها أشهر شركات هندسة العمارة في العالم، و وصلت إلى النهاية شركة "أوما" الهولندية الغنية بأفكارها الجديدة و يرأسها ريم كولخاس الحائز على جائزة بريتزكر في العمارة و شركة آريب فيللا الفرنسية، و قع اختيار اللجنة المشرفة على مشروع الشركة الفرنسية تحت عنوان"المدينة الريفية". و يقول مدير الشركة إيتن تريكو في هذا الصدد:"يبدو في الإسم تناقض ما و لكننا نعتقد أن هذه الفكرة ستكون أساسا في تطور مدن القرن الواحد و العشرين، المدينة القروية هي المكان الذي يتمتع بكل الضروف لكي تعمل فيه و تبحث و تخترع و هي المكان الذي يمكن السكن فيه و التعامل مع الناس حيث تتبادل و إياهم المعلومات و تتعرف بهم، و إلى ذلك كله تبقى قريبا من الطبيعة و تعيش في هدوء و طمأنينة، فهي المكان الذي يضمن السكن و العمل بتوافق مع الطبيعة". إذا ما نظرنا على مجسم المدينة من الأعلى ذكّرنا بمنظر فراشة تفتح أجنحتها مستعدة للطيران، تقع على أحد الأجنحة مراكز نووية و طبية بيولوجية و مجمعات كمبيوترية، و على الجناح الآخر مراكز إعلامية و معلوماتية و فضائية. تضم المدينة خمس قرى تتوافق مع اتجاهات التحديث الخمس التي حددها الرئيس الروسي دميتري مدفيدف و تتداخل هذه القرى إحداهن في الأخرى بما يتناسب مع المنظر و الجو العام للمدينة و ستظم كل منها مراكز علمية و مكاتب عمل كما سيبنى فيها مباني سكنية و حدائق و مناطق خضراء. و قد رأى المعماريون الفرنسيون أن يستخدموا الطبيعة المحلية بأكبر قدر ممكن، لذلك ستبنى المدينة على مرتفع متوجهة نحو الجنوب حيث الحديقة الخضراء التي سيتم إنشاؤها على ضفاف نهر سيتون، و بذلك يتحول المنظر الطبيعي إلى عامل مهم من الناحية العملية بالإضافة إلى العامل الجمالي حيث تستخدم الحدائق كبنية هندسية معمارية تحتية لجمع و تصفية مياه الأمطار. العمران بالتوافق مع الطبيعة أحد أهم الإتجاهات في إعمار المدن اليوم و من هنا تأتي أهمية هذا المخطط بالذات، إذ تبنى المدن الحديثة اليوم بشكل لا تؤثر فيها الأبنية و البنية التحتية على كلية الطبيعة و انسجامها، و في هذا المجال ستكون سكولكفه إحدى المدن الرائدة في العالم، هذا بالإضافة إلى الميزات الأخرى التي تتمتع بها مدينة سكولكفة حيث تنخفض نفقات الطاقة فيها بمقدار الثلث و ذلك بوساطة الإستخدام الفعال للطاقة و صيانتها واستخدام مصادر الطاقة البديلة. يقترح مؤلفو المشروع أن تستخدم جميع مصادر الطاقة البديلة المعروفة اليوم: كالشمس و الهواء و الكتل الحيوية و المياه الجوفية و غيرها في أبنية المدينة و مشاريعها. تحقيق هذه المشاريع سيؤثر بشكل مباشر على الحياة في روسيا، حيث يمكن استخدامها في عشرات و مئات المدن الروسية الصغيرة و على وجه الخصوص تلك التي تشارك في مشروع مدينة سكولكفه و مراكزها العلمية. | |
|
مجموع المقالات: 0 | |