| الرئيسية » مقالات » مقالات منشورة محليا |
الأداء الجيد يبنى على أسس، والانجازات تقاس بالنتائج والوقائع بعيدا
عن التنظير ولكي يتحقق ذلك لابد من وجود رؤية واضحة وأهداف يبنى عليها
العمل وإلا فالنتيجة معروفة مسبقا، ما نعيشه حاليا من مشاكل مختلفة ومتشعبة
على مستوى الفرد والمجتمع نتيجة لمشكلة رئيسية واحدة عدم التخطيط، فقد
اعتدنا في نمط إدارتنا على الحلول الوقتية واستخدام أرباع وأنصاف الحلول
لحل مشاكلنا والأسوأ أن الحلول تصبح مكلفة ومجهدة بعد ظهور المشكلة ومنها
الإسكان. وهذا الكلام ينطبق على معظم الأفراد وأرباب الأسر والقطاع الخاص
والعام.
تجربة شخصية مدتها خمس سنوات في شركة الاتصالات السعودية بعد قرار تخصيصها وتحويلها إلى شركة مساهمة عامة سنة 1998م، سبب نجاح الشركة هو المبادرة بوضع رؤية وأهداف إستراتيجية واضحة ومحددة تتناسب وأهداف التخصيص وتحويل العمل إلى الأسلوب التجاري بدلا من الحكومي وترسيخ مجموعة من القيم التي تعمل عليها الشركة وأهمها أن يكون العميل هو محور الاهتمام وتقديم الخدمات باحترافية والقضاء على قوائم الانتظار وتخفيض قيمة الخدمات والبحث عن العميل بدلا من انتظاره والنتيجة كانت حاضرة للجميع، فقبل الطرح للاكتتاب وقبل دخول المنافسين حققت الشركة أهم أهدافها وقضت على كثير من المشاكل وعملت على تحسين صورتها الذهنية بعد أن كان العمل يسير ببطء والتخطيط شبه معدوم والخطط السنوية على نمط القص واللصق الذي كان سائدا في تلك الحقبة!! وزارة التخطيط تتحمل معظم المسئولية لما نعانيه من مشاكل حاليا، ماذا قدمت للمواطن في مجال الإسكان؟ دورها كان مفقودا ولم تواكب التغيرات التي طرأت على المجتمع السعودي من زيادة عدد السكان والهجرة من الأرياف والمحافظات إلى المدن الرئيسة وتقديم دراسات وإحصاءات لحجم النمو والطلب على الخدمات. نتج عن ذلك عدم قدرة القطاعات الحكومية الأخرى على مواكبة النمو المتسارع وتقديم الخدمات التي يمكن أن تنعكس على المواطن مثل الكهرباء والمياه والاتصالات والنقل والصحة والتعليم وانتهاء بالإسكان. على العكس تماما فالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وما تقوم به من اهتمام بالتخطيط والعمل الجدي على تطوير المدينة وتهيئة الحلول للمشاكل التي تطرأ ونظرتها المستقبلية لمدينة الرياض نجد أنها قدمت حلولا مقبولة ووضعت أهدافا لخمسين سنة قادمة على الأقل هي تعمل رغم القصور في بعض الجوانب. وزارة التخطيط كانت في سبات عميق ولعل الوزير الجديد الدكتور محمد الجاسر الذي شغل عدة مناصب حساسة بما فيها معايشته تجربة خصخصة شركة الاتصالات ممثلا للدولة في مجلس إدارتها ثم رئيسا للمجلس في فترة أخرى أن ينتشل هذه الوزارة التي تحتاج إلى تخطيط وغربلة لتتواكب مع القفزات السريعة التي تشهدها المملكة اجتماعيا واقتصاديا، ولعل ملف الإسكان يكون من الأولويات. المصدر: http://www.alriyadh.com/2012/01/07/article698834.html | |
| مشاهده: 678 | وسمات: | الترتيب: 5.0/1 |
| مجموع المقالات: 0 | |